لطيفة فهمي واحدة من الممثلات اللي عندهم موهبة ناضجة، وظهورها المتأخر في الدراما المصرية كان دليل إن النجاح مش مرتبط بعُمر معين، لكن بالوقت الصح والشغف اللي عمره ما بيضيع. مش بس كده، لطيفة نموذج لفنانة عارفة هي عايزة إيه، اشتغلت على نفسها كويس قبل ما تظهر قدام الكاميرا، وده اللي خلى حضورها مختلف ومؤثر من أول لحظة.
من ورا الكاميرا لواجهة الشاشة
دخولها المجال مكانش صدفة، بالعكس، كانت جزء من المشهد الفني من زمان، لكن من ورا الكاميرا. اشتغلت في إدارة المشروعات الثقافية، في المركز الثقافي الفرنسي، وده خلى عندها خلفية فنية وثقافية قوية جدًا. كمان هي بنت المصور الفوتوغرافي المعروف جمال فهمي، وعمها عبدالعزيز فهمي كان مدير تصوير، يعني الفن كان جوّاها من البداية، لكنها اختارت اللحظة الصح عشان تخوض التجربة.
أسلوبها التمثيلي.. البساطة اللي بتوصل للقلب
لطيفة مش من النوع اللي يعتمد على الصوت العالي أو الانفعالات المبالغ فيها. أداءها بسيط، لكنه عميق، وده بيخلي أي شخصية بتقدمها تبان حقيقية جدًا، كأنها حد نعرفه في حياتنا.
في “البحث عن علا”، قدمت دور “نازلي”، والدة هشام، بحرفية تخليك تحس إنها الأم المصرية الحقيقية اللي مشاعرها متناقضة بين الحب والخوف والرغبة في السيطرة. مشهد واحد منها ممكن يخليك تفتكر مواقف مشابهة في حياتك، وده سر قوتها.
أما في “فوق مستوى الشبهات” مع يسرا، فكانت قدام تحدي كبير، لأنها بتمثل جنب نجمة مخضرمة، لكن قدرت تفرض نفسها بأسلوبها الهادئ والمقنع. ده كان إثبات إنها مش مجرد وجه جديد، لكنها فنانة عندها خبرة حياتية بتنعكس على كل شخصية بتقدمها.
التنوع وعدم التكرار
رغم إن بدايتها كانت في أدوار الأم، لكنها مش بتكرر نفسها، وده باين في “وتر حساس”، اللي قدمت فيه دور مختلف تمامًا، وأثبتت إنها مش حابسة نفسها في إطار معين، بالعكس، هي فنانة بتدور عن شخصيات جديدة علشان تفضل موجودة ومؤثرة.
لطيفة فهمي مش مجرد ممثلة موهوبة، لكنها كمان دليل حي إن النجاح ممكن يجي في أي وقت، المهم تكون مستعد ليه!