لعب الأرمن دور مهم في صناعة السينما في مصر، خاصة في الفترة الذهبية للسينما المصرية، وأسهموا في مجالات متعددة زي الإخراج، الإنتاج، التصوير، والمونتاج، وشاركوا في تقديم تقنيات متطورة وساهموا في تحسين جودة الأفلام المصرية، وكان ليهم تأثير كبير على تطور الصناعة.

كان من أبرز الشخصيات الأرمنية في السينما المصرية هرانت ناصيبيان، والإخوان نصيب وتوركوم جاريبيان، والموسيقار چورج كازازيان.

اتأسس استوديو ناصيبيان سنة 1937 على يد المصور الفوتوغرافي ورئيس الجالية الأرمينية هرانت ناصيبيان، وكان موجود في شارع المهراني في حي الفجالة بالقاهرة.

كان الاستوديو متكامل، فيه معمل لتحميض وطباعة الأفلام، وقاعات لتسجيل الصوت والمونتاج، وكمان “بلاتوه” لتصوير المشاهد الداخلية، وكان واحد من خمس استوديوهات رئيسية في مصر زي “استوديو الأهرام”، “استوديو نحاس”، و”استوديو جلال”، و”استوديو مصر” اللي أنشأه بنك مصر تحت إشراف طلعت باشا حرب سنة 1935.

في استوديو ناصيبيان اتعمل أكتر من 140 فيلم، منها فيلم “الدكتور” سنة 1939 من إخراج نيازي مصطفى، و”انتصار الشباب” سنة 1941 من إخراج أحمد بدرخان وبطولة أسمهان وفريد الأطرش، و “احنا بتوع الأوتوبيس” من إخراج حسين كمال وبطولة عادل إمام وعبد المنعم مدبولي سنة 1979.

الاستوديو كان في أزهى فتراته من نهاية الحرب العالمية الثانية لحد ثورة 23 يوليو (1945-1952)، اللي باعه بعدها ناصيبيان وهرب من مصر.

بعد كده اتأجر لسنين طويلة، لحد ما اشترته الرهبنة اليسوعية وجمعية النهضة العلمية والثقافية – جيزويت القاهرة، اللي بيديرها الكاتب والناقد سامح سامي.

مؤسسة “نصيب توركوم” اللي أسسها الإخوان نصيب وتوركوم جاريبيان سنة 1931، كان مقرها الرئيسي في شارع عماد الدين في القاهرة.

بدأوا شغلهم بعمل اللافتات وترتيب الواجهات والفاترينات، وبعد كده دخلوا مجال الإضاءة الحديثة في تزيين الأماكن ودور السينما وصالات العرض، وعشان يلبوا احتياجات المنشآت في استخدام الإضاءة، صنعوا أجهزة خاصة من تصميم وإنتاج ورشتهم الخاصة.

جورج كازازيان موسيقي وملحن وعازف عود مصري من أصل أرمني، اتولد في القاهرة سنة 1953، واتعلم الموسيقى بنفسه من غير دراسة أكاديمية. موسيقاه كانت بتعبر عن روح نهر النيل، اللي هو رمز الحضارة المصرية القديمة. كان شايف إن الآلات الموسيقية الشعبية في مصر متطورة جدًا، فحب أصواتها، وعلى مدار السنين حولها لموسيقى بتعكس الروح القديمة والحديثة لمصر.

كازازيان عمل موسيقى تصويرية لأفلام زي “زوجة رجل مهم”، “الجوع”، و”قاهر الزمن”، وكمان عمل موسيقى تصويرية لأفلام وثائقية زي “قبل الأهرامات”، “رمسيس الثاني”، و”رقصة الحب”. كمان أصدر مجموعة من الألبومات الموسيقية زي “سبيل”، “سجايا”، “الجنوب”، و”أزرق”.

على مدار مشواره الفني، قدم كازازيان حفلات كتير في أوروبا، وكمان حفلات جوه مصر، خصوصًا في ساقية الصاوي.

من أشهر ألبوماته:

سبيل (1991)

سجايا (1997)

نيل سانجيت (1999)

مناجاة (2001)

أزرق (2002)

نيل دون (2008)

زفير (2008)

لقاء النيل مع راهول شارما (2009).

أما في الموسيقى التصويرية للأفلام الوثائقية، اشتغل على:

المتحف المصري (1979)

معابد صعيد مصر (1979)

القلعة (1979)

قبل الأهرامات (1981)

رقصة الحب (1992)

وفي الأفلام الروائية عمل موسيقى:

الجوع (1985)

قاهر الزمان (1986)

زوجة رجل مهم (1988)

سيدة القاهرة (1991)

مقطع من ألبوم “سبيل” كان في فيلم “فتاة المصنع” للمخرج محمد خان (2013).